ذكر فريق باحثين ألمان أنه إذا لم تحصل على ساعات نوم كافية أثناء الليل تأكد أولا من احتساء فنجان من القهوة القوية قبل محاولة تذكر الحقائق المهمة وإلا فإن عقلك المحروم من النوم سوف يتلاعب بذاكرتك. ويقول الباحثون في جامعة "لوبيك" وجامعة "هاينريش هيلين" في دوسلدورف وجامعتى "جنيف" و"زيورخ" ان عدم النوم يضعف قدرة العقل على استرجاع الذكريات بكفاءة ويخلط العقل وهو فى حالة شبيهة بالحلم الذكريات لذا ربما تقول بثقة كبيرة أنك تتذكر أشياء لم تحدث فى الواقع مطلقا ويرجع ذلك إلى حد ما إلى الدلالية الرابطة مع الأحداث الرمزية.
وبمعنى آخر، فإن الحرمان من النوم يعني أن العقل لم ينه تصنيف وتخزين الذكريات والأمر يشبه إلى حد ما التحذيرات التي يبعث بها جهاز الكمبيوتر الخاص بك بأن بعض الملفات التي لم تخزن بعد ربما تفقد إذا أعدت تشغيل جهازك دون انتظاره للقيام بحفظ كل شيء أولا. لكن فنجان جيد من القهوة كاف غالبا في تسريع عملية " حفظ الملفات" حتى يتم تصنيف وتوضيح كل الذكريات ، حسبما كتب الباحثون في صحيفة " بوبيولار ليبراري أوف ساينس وان".
ومن المعروف أن النوم يوفر الظروف المثالية للنظام الحيوي العصبي من أجل ثبات الذكريات في التخزين على المدى الطويل ، في حين يفسد الحرمان من النوم بشكل كبير استرجاع الذكريات المخزنة. ووجد الباحثون الألمان أن الحرمان من النوم في وقت استرجاع الذاكرة ينتج عنه ذكريات كاذبة ، كما وجدوا أن الأشخاص الذين أجريت عليهم التجارب ممن حصلوا على نوم جيد أثناء الليل كانت لديهم القدرة على تذكر الحقائق الجديدة بشكل مثالي ، بينما الذين لم يحصلوا على قسط كاف من النوم تذكروا " حقائق كاذبة". وقال الباحثون إن الكافين يمنع الاسترجاع غير الدقيق للذكريات.
وكتبت الدكتورة سوزان ديكيلمان من قسم الغدد الصماء العصبية بجامعة لوبيك في ألمانيا: " يزيد الحرمان من النوم على نحو خطير ، لكن ليس النوم الذي يعقب التعلم ، الذكريات الكاذبة للكلمات الرئيسية في موضوع. وينتهي هذا التأثير بتناول الكافين قبل استرجاع الذكريات". وقسم الأشخاص الذين خضعوا للتجربة إلى ثلاث مجموعات وأعطيت لهم حقائق جديدة ليتعلموها. مجموعتان من بين الثلاث مجموعات ذاكروا في الليل وخضعوا للاختبار في الصباح ، بعد أن قضوا فترة الليل إما نائمين أو مستيقظين خلال أوقات متقطعة من الليل بينما تلقت المجموعة الثالثة تعليمها في الصباح وخضعت للاختبار في نفس المساء بعد قضائها فترة استيقاظ طبيعية خلال النهار.
وتلقى الأشخاص الذين خضعوا للدراسة قوائم من الكلمات مترابطة في المعنى مثل " ليل" و"ظلام" و"فحم" لكن دون وجود عامل مشترك أعلى أو كلمة رئيسية مثل " أسود". وأصر هؤلاء الذين حرموا من النوم فيما بعد على أن كلمة " أسود" ، على سبيل المثال ، كانت موجودة في القائمة بينما لم تكن موجدة في واقع الأمر ، بينما أجاب الذين حصلوا على قسط من النوم بطريقة صحيحة قائلين أن كلمة " أسود" لم يكن لها ثمة ذكر في القائمة. وكتبت ديكيلمان قائلة: " الأشخاص الذين ضمتهم المجموعة المستيقظة أثناء الليل وحرموا من النوم بالفعل في اختبار الاسترجاع ، بدأت عليهم أعراض أكثر للذكريات الكاذبة مقارنة بالمجموعتين الأخريين. وأضافت ديكيلمان إن هؤلاء الأشخاص تذكروا بشكل خاطئ 88 بالمئة من الكلمات الرئيسية ، بينما كانت معدلات الذكريات الكاذبة ضئيلة جدا بعد النوم والاستيقاظ طوال النهار.
وقضى قدح جيد من القهوة القوية على خيوط العنكبوت الموجودة بعقل الأشخاص المحرمين من النوم في التجربة ، وتذكروا بشكل صحيح أن كلمة " أسود" لم تكن في القائمة على عكس ذكرياتهم الأولى ، "الذكريات الكاذبة".