سبب هزيمتنا أمام عدونا

ما هو سبب هزيمتنا أمام عدونا؟ هل الحقيقة تكمن في أننا لم نحسن التعامل مع عدونا، كما ينبغي، وكما تفرضه علينا طبيعة الصراع المرير والمديد، مع هذا العدو العتيد؟. هل لأننا لم نعرف مواطن القوة عنده، لنقاومها بمثلها أو أشد منها إن استطعنا، ولم نعرف نقاط الضعف فيه لنهاجمه منها؟، وذلك لأننا لم نحاول بصدق أن نتعرف على شخصيته، ونعرف خصائصها ومقوماتها، ونظرتها إلى الأديان وإلى القيم وإلى الناس، ولم ندرس المؤثرات الحقيقية على هذه الشخصية، وبذلك نعرف كيف تفكر، وكيف تخطط، وكيف تنفذ، لم نعرف ماذا تريد، وكيف تصل إلى ما تريد؟. وقد كان من السهل علينا معرفة عدونا بالرجوع إلى عدد من المصادر الأساسية الميسورة لنا نحن المسلمين لتعرفنا بحقيقة عدونا. ومن أهم هذه المصادر القرآن الكريم الذي أفرد للحديث عن بني إسرائيل مساحة واسعة بيَّن فيها خصالهم، وسماتهم النفسية والخلقية، التي توارثوها خلفًا عن سلف، حتى أصبحت كأنها طبيعة ثابتة. حيث وصفهم القرآن الكريم بالقسوة والجبن وبالحسد والبغي، وصفهم بنكث العهود والغدر، والتطاول حتى على رسل الله، بل على الله نفسه، وعدم الخضوع إلا للقوة، واستباحتهم لأموال من عداهم وحرماته. أم لأننا لم نحاول الاستفادة من خلال واقعنا المعيش معهم، وقد عرّفنا هذا الواقع أن القوم لا يعترفون بقوة المنطق، بل بمنطق القوة؟ أم هل لأننا لمن نهتم بكتابات المعاصرين عن اليهود وأطماعهم وعن الصهيونية وأخطارها، وعن شخصية الإنسان اليهودي وما تنطوي عليه بين جوانحها؟، أم لأننا لم نقرأ التاريخ الذي عَرفنا أنهم وراء كل فتنة؟، أم لأننا لم نقرأ كتبهم المقدسة التي وصفتهم بأنهم "شعب الله المختار" وأن من حقهم إذا دخلوا قرية أن يستبيحوها؟