نوّعي غذاء طفلك... ولوّني أطباقه تضمني صحته السليمة

كلما ارتفع المستوى الاجتماعي للأسرة زادت المعاناة. وانخفض المستوى الصحي والبنيان الجسماني للأبناء وقد يكون السبب كما يعلله علماء النفس والتغذية هو كثرة ما تحاول الأم اطعامه لطفلها رغما عنه, وفي الوقت نفسه تشعر أن طفلها لم يتناول من الطعام ما يسد احتياجه بالرغم من توافر الطعام الشهي نتيجة ارتفاع مستوى دخل الأسرة. وبسبب كثرة شكاوى الأمهات والآباء من القلق والخوف على صحة أبنائهم بسبب المعاناة التي يواجهونها بسبب تلك المشكلة جاءت هذه الدراسة التي أعدها د.حسن فكري منصور مدير مركز ابن سينا للتغذية - فرع دمنهور والتي تعرض فيها لبعض الأخطاء التي يقع فيها الآباء والأمهات ما يسهم في عزوفهم عن تناول الطعام والتي منها:
النظام الخطأ ورفض الطفل للأكل:
حيث أن عملية الرضاعة من ثدي الأم الى جانب دورها في تغذية الطفل عامل مهم يشعر من خلاله الطفل بلذة الحنان والارتباط والحب. ولذا ان لم يكن هناك فهم ووعي في عملية الفطام فان الطفل سيعاني من اضطرابات انفعالية مثل رفض الطعام نتيجة لسحب لذة الحب والحنان والارتباط العاطفي بأمه وتخطىء الأم التي تقوم بعملية الفطام بشكل عنيف مفاجىء وبدون وعي أو فهم ما يؤثر على شخصية الطفل ويولد كرها للطعام.
قلق الآباء سبب من أسباب رفض الطفل للطعام
يؤكد علماء النفس أن المبالغة في اظهار القلق على تغذية الأطفال يسبب اضطرابا في سلوك ونفسية الطفل في فترة الطفولة وحتى في فترة المراهقة والكهولة.
كما يؤثر قلق الآباء على درجة التكيف الاجتماعي للأطفال وعلى صحتهم النفسية.
والآباء المصابون بالقلق والذين يعتبرون كثرة الأكل دليلا على صحة أطفالهم ويفرطون في القلق اذا ضعفت شهية أطفالهم. فيلجأون الى استخدام العنف لتناول الأكل, لذلك يكون رد فعل أطفالهم هو السخط ورفض الطعام وهناك بعض الأطفال يدفعهم قلق الآباء الى رفض الطعام كوسيلة لاستدرار عطف الأب أو الأم ولجعل نفسه مركز اهتمام المحيطين.
ويوضح الأطباء أن ربط تناول الطعام والصحة بالمخاوف والقلق والأمراض تجعل الطفل ينفر من تناول الطعام وتجعل عملية تناول الأكل عند الطفل غير ثقيلة.
الشدة والعقاب
استخدام العنف أو العقاب كوسيلة لاجبار الطفل على تناول الطعام يعتبر نمطا سلوكيا غير سليم وعادة ما تأتي بآثار عكسية.
فالعنف يجعل وقت تناول الطعام مرتبطا في ذهن الطفل بالانفعالات, والخوف والغضب يربي عنده عاطفة الكراهية للطعام ولوقت تناوله.
كما أن نمو انفعالات الخوف والغضب عند الطفل أثناء الطعام لها آثار سيئة على عملية الهضم.. ويضر بنمو الطفل ويسبب مشكلات غذائية تزيد اعراض الطفل عند تناول الطعام.
ومن المعروف أن الانفعالات التي تنمو عند الطفل نتيجة للعقاب أو العنف لها تأثير على مركز الشبع الموجود بالمخ وتؤدي عادة الى ضعف الشهية لتناول الطعام عند الأطفال.
اجبار الطفل على تناول طعام معين وآثاره العكسية
هناك بعض الآباء يصرون على أن يتناول أطفالهم اللحوم أو الأسماك أو يشربوا اللبن أو يتناولوا أنواعا معينة من الطعام فمما لا شك فيه أن اجبار الطفل على تناول طعام ما مشهور عنه انه غني بالبروتينات أو الفيتامينات يزيد من كراهية الطفل لهذا الطعام. بل قد يسبب عنده مشكلة سلوكية غذائية كأن يلجأ الى القيء المستمر كلما تناول أو سمع حتى اسم هذا الطعام الذي يجبر عليه.
وهناك نسبة كبيرة من الآباء تفتقر الى المعلومات الصحيحة عن التغذية السليمة والعناصر الغذائية الموجودة بكل طعام وهم لا يعلمون أن هناك الكثير من الأغذية الغنية بالبروت¯ينات والفيتامينات بخلاف اللبن والأسماك من الممكن امداد الطفل بها.
ارغام الطفل على تناول كمية معينة من الطعام
يقول د.حسن منصور: قد يصر الآباء على تناول أطفالهم كمية معينة من الطعام في الوجبة وقد يصل الأمر ببعض الآباء الى استخدام الشدة مع أطفالهم لاستكمال كمية معينة من الطعام ما قد يصل بالطفل الى "القيء" أحيانا قبل الأكل.
وهذا التشديد لتناول كمية معينة من الطعام يجعل الطفل يزدري الطعام ويكره موعد تناوله ويصبح تناول الطعام بالنسبة للطفل مشكلة ويرتبط عنده الأكل بانفع¯الات نفسية ضارة وقد يصل الأمر بالطفل في النهاية الى رفض الطعام تماما.

الرشوة والاغراءات وفشلها في عودة الطفل الى المائدة
هناك بعض الآباء والأمهات يغرون أطفالهم ببعض الهدايا اذا تناولوا الطعام وهذا سلوك خطأ بالطبع فهنا قد يربط أكل الطفل بالرشوة والاغراءات وبذلك تربى عند الطفل عادة الأكل بالهدايا والرشاوي فاذا لم تقدم له هذه الهدايا يرفض ويعرض عن الطعام.
ويوضح علماء النفس أن أساليب الاغراءات اذا نجحت سوف تفشل في أوقات أخرى ولن تكون هي العلاج الأمثل في مشكلة رفض الطفل للطعام بل قد يكون لها آثار سلبية.

الحلوى والشيكولاتة تضعف الشهية
قد يدفع حنان وعطف الأم والأب الى اعطاء الأطفال الحلوى لأبنائهم في أي وقت مع الوجبات أو قبل الوجبات المهم هو تلبية رغبات الأبناء في كل ما يطلبون.
ورغم ان الحلوى من شيكولاتة وآيس كريم والمثلجات بأنواعها تعتبر من مصادر الطاقة الجيدة لكن لها آثارا سلبية في فقدان الطفل لشهيته لتناول الطعام اذا ما تناولها قبل الأكل وبالتالى يرفض الطفل الوجبات الرئيسية عندما تقدم له.
فالحلوى تزيد من السكر في الدم عند الطفل ما يؤدي الى تأثيرها على مركز الشبع الموجود بالمخ فتقل الشهية. كما أن الحلوى تؤدي الى تسوس الأسنان والتهابات اللثة عند الطفل فتجعله يحجم عن تناول الطعام أيضا.
ومن المعروف أن الافراط في تناول الطعام يعرض الأطفال الى الاصابة بالسمنة, وبعض الأمراض الأخرى لما تحتويه من سكر ومواد ملونة قد تكون غير صحية.

ارغام الطفل على ترك اللعب لتناول الطعام
عند فرح الطفل وانفعاله باللعب لا يصح ارغامه على ترك لعبه للحضور لكي يتناول الطعام. فذلك قد يدفعه الى الاعراض والرفض بل قد يصل به الأمر الى نبذ الطعام لأنه أفقده لذة السعادة باللعب.
ويرى علماء النفس أن احضار الطفل رغما عنه أو وهو في حالة انفعال شديد أثناء اللعب قد يفقد الطفل شهيته للطعام.