[size=16]اتفق محللون سياسيون عرب على أن إسرائيل في طريقها لمنح الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما "هدية التنصيب" بإنهاء عملياتها العسكرية العدوانية على قطاع غزة قبل ساعات من وصوله الفعلي لمكتبه بالبيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري؛ وذلك حتى لا يواجه في أيام ولايته الأولى تحديا "محرجا" بسبب الحرب المستعرة في قطاع غزة. واستدل المحللون في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" على توجه إسرائيل نحو وقف العمليات العسكرية بزيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اليوم الجمعة لواشنطن لتوقيع اتفاق يهدف إلى منع "تهريب الأسلحة" لحماس من خلال الحدود المصرية، باعتبار أن هذا الاتفاق سيكون الغطاء لعملية الانسحاب الإسرائيلية من القطاع.
وقال الدكتور جورج حجار، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية: إن "إسرائيل ذاهبة إلى وقف لإطلاق النار قبل تولي الرئيس المنتخب أوباما مهامه.. إسرائيل تريد أن تظهر أمامه في مشهد من يهيئ له الأجواء.. فلا يصح أن يتولى منصبه وجبهة إسرائيلية مفتوحة للقتال في غزة.. هذا يحرج إدارته منذ أول دقيقة.. ولذلك تعتزم إسرائيل رفع الحرج عنه بهدية التنصيب وهي وقف القتال بغزة".
وأضاف حجار أن "الإسرائيليين لا يريدون لأوباما أن يبدأ فترة رئاسته بالاشتباك مع ملف القضية الفلسطينية.. يريدونه أن يتوجه صوب العراق وأفغانستان كما خطط.. وكما وعد الشعب الأمريكي.. ولذلك بادروا بعمليتهم العسكرية على غزة قبل مجيئه.. وسينتهون منها أيضا قبل مجيئه، وهذا معناه بقاء الوضع في فلسطين كما هو لحين فراغ أوباما من ورطة بلاده في العراق التي يوليها كل اهتمامه.. وهذا ما تريده تل أبيب".
واعتبر المحلل اللبناني أن "ليفني في زيارتها المرتقبة للولايات المتحدة ستشكر الإدارة الأمريكية الراحلة في لقاءات عابرة.. لكن معظم وقت الزيارة سيكون مع إدارة أوباما لإعطائها انطباعات بأن الأمور في الشرق الأوسط تسير على ما يرام، خاصة بعد قيام الجيش الإسرائيلي بتكسير عظم (الإرهابيين) في غزة.. وبالتالي لا تشغلوا بالكم بهذا الوضع الطويل والمعقد وابدءوا بقضية يمكنكم الإنجاز فيها".
وأورد بيان صادر من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس الخميس أنه (أولمرت) قرر إرسال ليفني إلى الولايات المتحدة على وجه السرعة "لتوقيع اتفاق إسرائيلي أمريكي يهدف إلى معالجة قضية تهريب الأسلحة" وهو أحد شروط إسرائيل لوقف هجومها المتواصل على قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
حديث الضمانات
ومتفقا مع حجار، أكد الدكتور وليد عبد الحي أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك الأردنية أن "إسرائيل ستنهي عدوانها على قطاع غزة في غضون ثلاثة أيام؛ لعدم إحراج الرئيس الأمريكي الجديد أوباما وإدارته، خاصة أن الأخير يحظى بشعبية كبيرة في العالم كرجل جاء ليمحو الدمار الذي أحدثه سلفه جورج بوش".
وأضاف: "لأجل هذا الغرض تتوجه ليفني لواشنطن للحصول على ضمانات أمريكية لمنع ما تقول إنه تهريب للسلاح عبر الحدود المصرية لحماس".
وتابع الدكتور عبد الحي أن هذه "الضمانات الأمريكية التي تتحدث عنها إسرائيل قد تكون زيادة الضغط على مصر لمراقبة أشد لحدودها.. أو بالسماح للقاهرة بزيادة عدد جنودها على الحدود بالمخالفة لاتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.. مع ضمانات أمريكية بألا تستغل مصر الجنود الإضافيين في غير مراقبة الحدود".
وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن يوسف: إن "إسرائيل ستنهي عملياتها في قطاع غزة قبيل مجيء إدارة الرئيس أوباما؛ خوفا من إقدامه على إجراء يحرج الدولة العبرية نفسها إذا ما استمرت المجازر".
وأكد الدكتور يوسف على أن زيارة ليفني لواشنطن تهدف "إلى التشاور مع الإدارتين الأمريكيتين الراحلة والآتية في صورة ما يجري على أرض غزة.. والخروج من العمليات العسكرية بصورة يتوافق عليها الجميع، حتى لا تظهر إسرائيل أمام الأمريكان متجاوزة الخطوط التي تحددها أمريكا للعبة في الشرق الأوسط".
ولم يتحدث أوباما بشأن الحرب على غزة إلا بعد 11 يوما منها، مكتفيا بالتعبير عن قلقه لسقوط مدنيين من الجانبين، وأكد في الوقت نفسه بأن هناك الكثير الذي سيقوله بهذا الشأن بمجرد توليه السلطة.
وبعد 21 يوما من أيام العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة و14 يوما على بدء العملية البرية، بلغت حصيلة الضحايا الفلسطينيين 1140 شهيدا و5200 جريح.
[/size]