أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية سقوط 150 قتيلاً على الأقل جراء القصف الجوي الإسرائيلي لقطاع غزة، السبت.وقالت المصادر إن بين القتلى قائد شرطة غزة اللواء توفيق جبر، فيما سقط أكثر من 250 جريحاً.
وفي بيان قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته قصفت "سلسلة من أهداف حماس والبنية التحتية" وأن عملياته الجوية جاءت رداً على تواصل "الأنشطة الإرهابية التي تقوم بها منظمة حماس الإرهابية من داخل القطاع واستمرار إطلاق الصواريخ واستهداف المدنيين الإسرائيليين.."
وأكد الجيش الإسرائيلي على مواصلة عملياته ضد "الإرهاب" تماشياً مع التقييم المتواصل الذي يجريه كبار القادة العسكريين الإسرائيليين.
وجاء في البيان الإسرائيلي إن العملية ستتواصل وتتوسع وستكثّف طالما هناك حاجة لها.
كتائب القسام تتوعد إسرائيلبموازاة ذلك، أعلنت كتائب "عزالدين القسام" الجناح المسلّح لحركة "حماس" أن إسرائيل ألقت بنفسها "في النار" جراء ما ارتكبته في غزة.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب "عز الدين القسام" في بيان نقله موقع "القسام" الإلكتروني عقب القصف الإسرائيلي لغزة،: "نعاهد أبناء الشعب الفلسطيني بأن نرد على هذه الجرائم بكل قوة بإذن الله تعالى، وسيعلم الاحتلال أنه عندما اتخذ هذا القرار فإنه ألقى بنفسه في النار."
وبعد ذلك، ذكر الجيش الإسرائيلي أن صاروخاً انطلق من غزة سقط على منزل في مستوطنة "نيتيفوت" الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرقي القطاع، ما أدى إلى مقتل إسرائيلي واحد.
وأضاف ناطق أمني إسرائيلي أن الصاروخ تسبب أيضاً بجرح شخصين، حالتهما "متوسطة إلى خطرة،" مضيفاً أن المستوطنات الإسرائيلية شهدت منذ فترة قبل الظهر سقوط 15 صاروخاً.
وطلب الاردن رسميا عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، لبحث هذه "التطورات المؤلمة ووضع خطة لتحرك عربي فوري لوقف العدوان،" وفقاً لوكالة الأنباء الأردنية.
وكان الطيران الإسرائيلي قد شن غارات مكثفة على قطاع غزة، السبت، مستهدفاً مقار الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ما تسبب في وقوع العديد من القتلى والجرحى.
وقالت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة إن جثامين أكثر من أربعين قتيلاً وصلت إلى مستشفيات القطاع، جراء القصف بالإضافة إلى مئات الجرحى، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
وأوضحت أن الحصيلة الأولية للقصف مرشحة للارتفاع، خاصة وأن القصف الجوي جاء في ساعة الذروة وخروج الطلاب من المدارس.
القصف الإسرائيلي يأتي بعد يومين على التهديد الذي أطلقته وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في أعقاب لقائها الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الخميس.
وقالت ليفني إن الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بعد الآن باستمرار سيطرة حركة حماس على غزة، وأكدت أن إسرائيل ستعمل على "تغيير الوضع" في القطاع، الذي يتعرض للحصار منذ أكثر من عامين.
وخلال تصريحاتها بالقاهرة بدت ليفني أكثر إصراراً على استخدام القوة العسكرية ضد حركة حماس، بقولها إن "الوضع في قطاع غزة أصبح عائقاً أمام إقامة الدولة الفلسطينية، ويجب أن تدرك حماس أن سعي إسرائيل نحو السلام لا يعني أنها ستقبل بعد الآن هذا الوضع، كفى يعني كفى، والوضع سيتغير."
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت قد توعد الفصائل الفلسطينية المسلحة بالرد على تصاعد العنف.
وفي مقابلة الخميس مع قناة "العربية" التي تتخذ من إمارة دبي في دولة الإمارات مقراً لها، حذّر أولمرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ملمحاً بأن الوقت قد بدأ بالنفاد.
وقال أولمرت "لا نريد قتال الشعب الفلسطيني إلا أننا لن نسمح لحماس بقصف أطفالنا" مضيفاً "لم آت لأعلن الحرب..لكن يجب إيقاف حماس وهذا ما سيحدث.."
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لن يتوان عن استخدام جبروت إسرائيل لضرب حماس وحركة الجهاد الإسلامي، دون أن يعطي تفصيلاً حول كيفية القيام بذلك.